الجمعة، 4 أبريل 2008

يومان بعد موتي

جـســد مـسجّــى هـــامـــــد *** كالربـع جــلــّله الخــرابْ
في غــرفـــة ظـــلـمــاء دا ***مــســـة ضـجـيعــا للتراب
الــروح تضجر من مـــصا *** حــبــــــــة لأرواح غضاب
فــتــيــمّـــم الدّار الّــتـــــي *** كـــانــت يـبـابـا للـيـبــــاب
يــأتـــي ســـمـاسـرة الرّدى *** و يــرتـــّلون بـلا اضطراب
لا يـــعـــبـــأون أ مـــــات قـ *** ديــــس نــبيّ أم ذبـــــــــاب
و الأهــــل كــانوا قد نـــسوا *** أن قد أتوا ذكـــرى مــصاب
يــتـــضـاحكون مــقـهـقـهـيـ *** ن و يـبـدأون الإغــتـــيـــاب
من كــلّ أكـــــل يتخمـــــــو *** ن يـسـيـل من فــمـهم لـعاب
والروح تــرمق في هــــــدو *** ء مــنـــهـــم العجب العجاب
ظـنـّتـــه عرسا غير أنّــــــــ *** ـه ليس في الأيـدي خضـاب
لـيـكن مـآلـــي ما يكـــــــــو *** ن فما العذاب سوى الإيــاب
ما كان عـيــشــي بـيــنــــكم *** هـذي السـنين سوى ســراب
إذ لــيـــس لــي فــيــــكم أخ *** أو من يــعـــدّ مـن الصحاب
فـــيقول و الــعــبـرات تحـــ *** جــب عــينه مثل السحـــاب
"زيــن الشـــباب أبو معـــــا *** ذ لم يــمـــتّـــع بالشبـــــاب"

4/4/2008

الجمعة، 1 فبراير 2008

شيطاني يعود إليّ


صديق قديم زارني اليوم قائلا
"ألا اسقني كأسا نجدّد بها العهدا

رأيتك تجفوني فسافرت راحلا
ظننتك قد أضمرت عن سمري زهدا

تشرّدت في الدنيا أسير بلا هدى
و أسهر في إحصاء أيّامنا عدّا

و في كلّ قفر ألتقي من عشيرتي
أخا منكرا يشتدّ في جفوتي لدّا

يقولون: ما كان الوفاء سجيّة
لنا، ليس انسيّ لذي لهب ندّا

تانّست يا هذا و انسيت خلقنا
فليس حريّا أن تبادله الودّا

أ لست ترى أن قد جفاك فما دهى
فؤادك يا ابن النار كي لا ترى حقدا

فأصمت حتّى ييأسوا أن أجيبهم
يقولون محتارين:" صرت له عبدا؟"

ختمت شياطين القريض و لم أجد
سواك بوحيي طامحا أن يرى المجدا

ظللت على صبري إلى اليوم ناظرا
دعاك فتلقى ما ستحمد لي رفدا

فيا ليت شعري ما أعادك لي، أ لم
تبدّل بعين الشعر مستنقعا وردا"

أ لم تر شيطاني العزيز صبابتي
إليها قد استشرت و ما بلغت حدّا

لأشفى رأيت الحلّ اغفال ذكرها
و أقسمت أن أبلو لذلك جهدا

أبا مسحل ما كنت تفتر ساعة
و لا بعضها عن ذكرها قائلا حمدا

تذكّرني وحيا قديما بثثته
و نسيانه أبغي فترهقني ضدّا

فآليت هجرانا لأنقذ مهجتي
أسدّ أمام الخور باب الأذى سدّا

تركت جميع الذكريات مهاجرا
و ذاك أراه كان حزما ولا جحدا

فعفوا فانّي ما قصدت تجنّفا
و لكنّ ترياق الهوى يقتضي الجدّا

تصاممت عن نجواك لي متعمّدا
فقصد شفاء القلب أبدلته صلدا

تركت ملذات الحياة جميعها
و أبت إلى قدّيستي أطلب المدّا

و لاقيت في خرط القتاد شدائدا
و أعطيته روحي فكان لها عقدا

و ها أنذا أبللت من علّتي و لم
أجد من مكان الشعر في الروح لي بدّا

و ما لذّة الدنيا سوى خلق عالم
تشمّ به مسكا و تسقى به شهدا

فأترك جسمي باقيا جثّة ترى
إلى الملأ الأعلى أحلّق فردا

أكون الها لا حدود لسطوتي
إذا قلت"كن" من يستطيع لها ردّا

و أرجع نشوان الفؤاد مفكّرا
بترحالي التالي إلى حيث لا أردى

ألا أوح"ابنة الفكر المهذّب في الدجى"
لعلّ طريق الشعر تمنحني الخلدا
29/06/2007

الاثنين، 21 يناير 2008

لنوقد شمعة من أجل غزه


لنـوقد شــمعة من أجل غزّه
تــــنــير لها دياجير الظلام
لعلّ شموعنا تـغدو جميـعـا
لــهيبا حارقا ضـخم الضرام
فــيحرق كـلّ خفــّاش مــقيت
و يسمع في المدى سجع الحمام

فما الحبّ إلا الحرف ليس بممّح..

أ يسلو فؤادي عن هــواها و يرعوي
لـه الويل إن يفـعـل يكن شرّ مذنـب

فـلـيـس لـه نقـض العـهود الّتي لـها
عــلـيه و إن أعـفته من كلّ مـعـتب

فـإن أعـتـقـته ما اسـتطـاع لـها قلى
فــإنّــه إن يــفـعـل كــذاك يـعـــذّب

فـمـن يـعـطـه الرحـمـان نور محبّة
يـكـن عــوده للعـتـم أعـسـر مطلب

فـإن رام سـلـوانـا وأبــدى تـجـلـــّدا
و أقـسـم صـبرا لم يطـقه سوى نبي

فـراقـب أوان الحـنـث، ذاك مـؤكـّد
و عـودا إلى الحـبّ القـديـم المغلـّب

فـما الحـبّ إلا الحـرف ليس بمـمّح
إذا خـطّ في لوح الـقـضاء المغــيّب

27/7/2006

السبت، 19 يناير 2008

الرقصة الأخيرة


تـبـدين طـيـفـا في الـرداء الأحـمـــــر
فـيـفـوح من ذكراك طـيــب العنـبـــر

تـتـمـثـليــن كما عــرفــتـــك صــورة
حـفـرت مـعـالـمـها فـلـم تـتـغـيـــــــر

ذكــرى لـــقــــاء كــان آخــر قـطــرة
أروى بــها مـن بــعــده لــم أمــطـــر

ما كـنـت أعـرف أنّ مـا أبــقــى فــؤا
دي يـانــعـا هــو مـاء وجــه أزهــــر

فالـيـوم أمــسى ذابــلا قـد جــفّ يــــأ

ســا مــن لـــقــاء صـار بالمــتـــعـذر

و أكــافــح الـظـمـأ الشّـديد فتهجم الـ
أحـزان فــاضحـة رقـيـق تـصـبـــّري

فـأعــود ثـانـيـة لأرسـم فـي خـيــــــا
لـي مــا يـذكـــّــرنـي تــدفّـق أنــهـــر

أبـنـي مـن الأطــــلال ســمــفـونـيـّـة
أوتـارهـا دمـعـي و طـول تـفـكــــّري

أنـغـامـها تـلازمـني، تـهـزّ فـؤادي الـ
مـكـلـوم فـي صوت شـجـيّ جـهوري

و أعـيـش فـيـها لا أمــلّ ســمــاعـــها
إن يـخــتــتم إنــشــادها تـتــكـــــــرّر

أحـجـارهـا أنــقــاض لـيــل داثـــــــر
مـن طـول سـجـني فـيـه لم أتـحــــرّر

لــيـل قـد احـتـضن النـهـايـة مـســدلا
سـتــرا عـلـيــها مـن ســواد المـئــزر

لـيــل قــدومــه كــان مــحـتـومـا و لـ
كن كـنـت أرجـو مـنـه بعض تـأخــّر

قـد أنـبـأت عـنـه مـآسي الـعـاشـقـيـــ
ن و إنّـهـا عـنــدي لأصـدق مـخــبــر

فـارقــت كـتـماني لحـبـّي حـيـنــــــها
و نـزعــت عـنــه ســتـارة المـتـخـدّر

وعـرضـتـه في النـاس يـبـدو حسـنــه
بـهــر الـعـيـون كمثـل صبح مــسـفـر

قد خـطـت من زفـراتـه لي مـعـطـفا
مـن ضـوع بـسمـتـه اتخذت تعـطّري

و مـشـيـت نحـوك ثابت الخطوات أنـ
فض عـن كـياني خـشـيـتي و تحذري

و طـلـبت أن أحـظى بـآخـر رقــصـة
بالـيـأس جـزت حــدود كلّ تــهــــوّر

فـرأيــت فـي شـفـتيـك أنقـى بــسـمــة
صــرفــا مـن الأدران لـم تــتــكــــدّر

و تــلامـسيـن يـدي فـتــأخـذ رعـشــة
جـسـدي و يبـدي الخطو بعض تـعثّر

و الـضـوء يـطفـأ تـاركـا من حـولنــا
كالـعمــي فـي ظـلـمـات درب مـقـفـر

لـكنـّنـا لـسـنـا نـحـــسّ بـــعـتــــمـــة
بل نـحـن نـغـرق فـي شـعـاع مـبـهـر

ويغيب عن سمعي الضجيج وعن عــيو
نـي كـلّ مـا يـبـدو فـلسـت بـمـبـصـر

بـصـري و سـمـعي تـائـهـان بـعالـــم
قـد رصّـفــت طـرقاتــه بـالــجـوهــر

تـنـساب موسيقاه في النـسـمات فيــــ
روزيّــــة عــدنـــيـــــّة لـلـــســـمــــّر

فـي سمـعـها أبـديّ ريّ الـظــامـئــيـــ
ن مــذاقـــها حــاكـى مـيــاه الكـوثــر

لا شـمـس يـلـفـح حــرّها بل سـهــرة
لا تـنـتـهي فــي ظــلّ لـيــل مـقــمــر

و تـنــار أضــواء و يـطـفــأ غــيـرها
و تــعــمّ قـلـبــا ظـلـمـة كــالأقــبــــر

و تـغادريــن الـمـرقص اللاهـي و أر
قـب مـنـك عـودا فـي رجاء المـعسـر

و بـقـيـت دهـرا لا أبـــارح مــوقــفي
ثــمّ انـتـبـهت إلـى طـويـل تـحـيـــّري

مـتـثـاقــل الخــطــوات أمــشــي و لا
أدري إلـى أيّ الأمـاكــن مــهـجــري

لي أسـوة فــي مــن تـجـود له سميــــ
رامـيـس لـيـلــة مــوتــه المـتـــقـــرّر

سـأروح مـبـتـهـجا إلى الجـلّاد مــــــا
لي بـعـد لـيــلــي غـــايـــة فـلأقـبـر !

25/10/2005



الجمعة، 18 يناير 2008

ما الذي يبقى من الرواية؟


من وحي أغنية "شو بيبقى من الرواية". كلمات و ألحان: الأخوين رحباني. أداء : فيروز

ما الـذي يــبـقـى مـن روايــة قـلــــب
نـــازف بـعــد لـمـس شـــوك الــورود

مـا الـذي يــبــقـى مـن حـكـاية حـــبّ
كـــان قد منّـى النفس أشـهـى الوعــود

مـا الـذي يــبـقى مـن سـهـاد اللـيـالـي
طـــلـــبـا رؤي طــيـفـهــا الـمـنــشـــود

مـا الـذي يـبقــى مــن تــبــســم مــزن
عــــبـــرت أرضـي دون هــمّ بـــجـود

ما الذي يبـقى من ســراب بـدا في الـ
قــفـر يـنـبـوعا مـــوهــمــا بــالـخـلــود

مـن اويــقـات الحلم،من ساعة الصحـ
و صــبــاحـا عـلى انــتــفـاء وجـــودي

مــن بـــدايـات غـيــبـتي عن حـيـاتـي
ثـــــمّ عــــودي بــهـيـئــــة المـكـــدود

مــن قــصــور بـنـيـتــهـــا بـخـيـــالي
قــــوّضــت فــجـــأة بـــدون وعـيـــــد

مــن أمــانـــيّ، من رســـوم فـــؤادي
لـــغـــد قـــد رنـــا إلـيـــه ســعــيـــــد

يـضــحــك الــكــون فـيـه عن ناجذيه
يــــتـــحـــلّــى إذّاك كــــلّ جــــديـــــد

مــن جــنوني، من ثورتي، من دعائي
و صــلاتــي، مــن حـيرتي و شرودي

مــا سـيـبقى ظـلّ لـذكرى يضيء القلـ
ب أنّـى يــشـتــــدّ قــصـــف الرعـــود

***

و بـــذاك الظــلّ الألـــيــف سأحـيــــا
أرتــمـي فــي أحــضــانــه كـالـولـيـــد

نــتـــسـاقـى كــؤوس مــاض خـبـرنـا
ه وصــفـنــاه بــالقــريـــب الـبـعـيــــد

نـذكـــر الأمـــس حـيــن لـم يـكـن ظــ
لا و نـــبـــكــي شـبــاب قــلــب فـقـيــد

و يــعــزيني مــجـهـشــا ذاكــرا فــقـ
ـــدان مـــسـتـقـبـل مـضــى مــوعـــود

قــاطـــعـا عـهــدا أن نـظــلّ مـعا حتـّـ
ـــى الـرّدى مـسـتشهدا بـخـيـر شـهـيـد

فـــأراه قـــربــي يـــجــــاور نــفـــسي
مــاثـــلا فـــي انــتــكـاستي و سـعودي

فــي دمــوعـي فـي بـسمتي في منامي
فــي مـعـاشي في صحوتي في جمودي

ســاكــن فـكــري، بـل هـو القلب مـنه
يــتـــراءى أنـــّى نــظـمـت قـصـيـــدي

و أنــاجـيــه إن مــــررت بــخــطـــب
فــهـــو نـــحــو الحـيـــاة فـورا معيـدي

إن جـــفـــانــي الأنـاس نادمنــي، مــا
كــنـــت يـــومـــا فـي سهرتي بـوحـيـد

إن ذكـرت الـنــسـيـان صـاح بــذعــر
كــيـــف يــنـسى جـنــون حــبّ فــريـد

بالخـطـايـا هـمـمت، بل تب إلى حبّـــ
ــك و اســتـغـفـر فـي خـشـوع شــديــد

فـأتـــمّ الــمـسـيـر وهـــــو مـعي ينـــــ
ضـــح خــطــوي كـالـقسّ في التعميــد

ربّ خــلّ وفـــى فـأطــرب قـــلـبــــي
حــيــن يـــأســي بــأعــذب الـتـغـريـــد
22/2/2005

الخميس، 17 يناير 2008

وداع




مــا لعيني ترى البـكــاء حــرامـا 
أنفــت حــين كـان ذاك مــرامــــا

رفضت بذل دمعها الحار مــا ينـ
زل بردا في مهجتي و ســـلامــا

و أنـابـــت نــفـسـا ألـيـفـة حــــزن
لم يـــزرهــا الســرور إلّا لـمـامـا

دمــها يــســقـي بـقــــايـا حـيـاة
هـــي أدنى من أن تـكون حـمـاما

جال فــي بــالــها بــلـحظـة وهــم
أن قـريـبا تــحــقّـــق الأحــلامـــا

و أفــــاقـــت فـــأيـقـنـت أنـّـهـا قد
تبعت ما قضـى عـلـيها سـقـامــا

غير أنّ السـراب عـذب و إن لــم
يــك شيئا، مــا أعجب الأوهــامـا

أجمل العمر مـا مضى منه أو مـا
قد ألـّحـوا أن يــسألـوا الأجـرامــا

بــخــمار خـتـامـه، كــان مـنــعــا
لـذّة الكـــأس أن تـكون تـمـــامــا

كـنــت إذّاك مـثـل تــارك روض
مكـرها،  نفسه تــرى الإحـجــاما

كيـف لا و الرحيـل من جنّـة نحــ
ـو غـد مــحجوب مليء غمــاما

حـينـها قـالت لي وداعـا فـما كــا 
ن لـسـاني بـمـسـتـطـيـع كــلامــا

جمجمت نفسي، مثـل أيّ بـريء 
جــنّ أن كان حكـمـهـم إعـدامـــا

و تقول اسـلني، ليـغـفر لها اللـّـــ 
ـه فقد صارالحبّ عـندي حـراما

بعد عـيـنـيــك لا سـمـاء بــكونـي
لا أرى فـي الآفـاق إلّا قـتــامـــا

قتـلـت نــفـسي بعد إيذان بــبــيـن
فـعزائي : ما كان غدر حــسامـــا

أتعزّى و الشمس قد بردت في الـ
نفــــس فالنور ثمّ صار ظـلامـــا

سـيكـون الـمـحال أو شـبـهـــه أن 
تخـلـع الروح من أسـاهـا لـثـامــا


سـتظـلّـين فـي سويـداء قــلـبـــي

أبــدا : خـيـر مــا يكـون مــقامــا

فـاذكـريـنـي و لـو قـلـيـلا لـعـلّي
مـدرك أن ما ضاع عـمري غراما


13/5/2004