الأحد، 19 يناير 2014

البحث عن ريما

عشرون عاما في المحطّة
أزجر الغربان في وُكناتها
وسوادها يأبى الجواب عن انتصاف السادسَه
عن ظهر قلب صرت أحفظ ما حكته الريح
حتّى تاه في جسدي المذاق المرّ
واضطجعت إلى ظلّ الصدى كلّ الأغاني العابسه
ما كان كان...
تعبت في إخباره أن "كان" حتّى لا "يكون" في الغد
غير أنّه لا يزيد عن التبسّم مشفقا
حتّى إذا لم يستطع صبرا، سالت الضحكات رملا
يردم القبر المعدّ له
ويسكنني إلى أجل كلانا لا يسمّيه
لمّا يشوب الغيم ذاكرة
تأكّد أنّه لا غيث في الآفاق
لا...لا شيء غير تعملق الصدأ المعشّش فيك
يرحل نحو وجهك كي يراه كلّ مار
بتّ تسأم من تكرّر لعبة لا تنتهي
يدميك لمّا أنت تدميه
عشرون عاما بين هجرتها وبين رجوعها
شمس تقلّب نفسك العطشى حين هجوعها
أم رجعة لمسيحك الفادي قُبيل قيامة
والارتواء للحظة تتلو جفاف دموعها؟
طيف سرى أو هامة تصدى
يقين صادع أو هزّة جذلى
تخالك لست تدري...
لا تريد الآن أن تدري...

فخذ عجلا دثارك، ربّما تخفي افتضاح خضوعها
وجه بطين الأرض يغتسلُ
وجديلة شقراء
منها يُضفر الأملُ
وربائط محلولة
يقفو، إلى بعد الكلالة، ركضها الأزلُ
أرجوحتان تُدلّيان أشعّة النجمات
توقد منهما الأنفاس كلّ شموعها
لا تختنق بغثاثة التفصيل
لا تَنشد بقايا دمعة في اليمّ
لا تبقى سوى ذكراك
إن نَضُبت، وأنت مغيّب، فلتختلق ماء
أضف قَطرا أو انقصه
لكن لا تسل مرآتها عنها
فلن يرضيك أيّ جواب
ليست سواك فخُطّها
في الرمل، في الأشجار...
في الصرخات، في الأخبار...
في الهمسات، في الأسرار..
فاكتبها، تكن
وتكون أنت، نظير نفسك

واحدا، فصلا لكلّ خطاب




10/1/2014

ليست هناك تعليقات: