الأحد، 8 فبراير 2009

...من البشر


ناشــدتـــكم كـــفـّوا عن الهذر
عــمّــا مـــؤدّاه إلـــى الكـــدر


بل أنّـكــم أمـعــنـــتــــمُ كـذبا
أ أصدّق الواهي من الــخـبر؟

أ زعـمــتـموها كــالأناس لها
ردح تــقضّــيــه مـن الـعـمر؟

و كـأنّـها مـخــلوقة خـضـعت
لـمسـطّر فـي اللوح من قـــدر

أ تموت من يــهوي لــرؤيـتها
فرحا و يسجد باســق الشجر؟

أ تموت من تــروي ببسمتــها
قـاسي النفـوس كديمة المطر؟

أ تموت من يــغدو لــلمستــها
يجري عيونا جــامد الحــجر؟

أ تموت من تبلغك ضحكتها
من غير خمر غاية السّـكـــر؟

أ تموت من يدعو مشاهــدهـا:
"كونـي لـعينـي آخر البصر"؟

أ تموت، كيـف و ما بــدا أثـر
قد جــاء في الآيات و النــذر؟

فالشمس تطـلع من مشارقـهــا
و البـدر بــاق غـيـر مـنشطر

بل تـكـذبون، فلا تــموت و لم
تـصر الـمحبّة شـرعة الـبـشر

فوق الردى ستظلّ عائشـــــة
حتّى يصير الحبّ ذا ثـــمــــر

و يحين ملقى العاشقيـن مـــعا
متعانـقـيــن لـدى سـنا القــمـر

و تطول لـقيــاهم فلا نــصـب
أو بــارق لــهــواجــس الفكـر

يتعبّدون جمال عــالمـــهــــــم
في مسجد قد قُدّ من زهـــــــر

تخلو الدّنى من كلّ أســــلــحة
إذ ليس يخشى ثمَّ من خطــــر

و يكون كلّ الكون نُــقّـــي من
مَن كان ذا حسد و ذا أشــــــر

أ تموت حــقّا تلك من وعـدت
بالعيش حتّى منتهى العصـــر

و بمسكن في النّجم نــعــمــره
ما طالت الأزمان بالسمــــــر

بشباب قــلـــب خالــــد أبــــدا
تنساه دوما سنّة الكـــــبـــــــر

بطفولة..والدّهر ملــــعـــبـــــها
و معا نقضّيه بلا ضـــجـــــر

أَوَ لم تقولي أنّ حبّـــــك لــــي
قد كان عندك آخر السفـــــر؟

أوَ لم تؤمّن لي محبّــــتـــنـــــا
حرزا يقي الدّاعي إلى الحذر؟

أوَ لم نخطّ ســـــويّــــة قـــدرا
لاهين أبدلنـــــــاه بالقـــــــدر؟

أوَ ترحلين إلى سمائك، مـــــا
تبقين عن ذكراك من أثـــــر؟

أ كذبتني، أم أين عـــالـــمــنا
في عمره الباقي على الدّهر؟

ذهبت أســاطير الهـــوى زبدا
فحبيبتي كانت من البـــشـــــر

8/2/2009