الاثنين، 21 يناير 2008

لنوقد شمعة من أجل غزه


لنـوقد شــمعة من أجل غزّه
تــــنــير لها دياجير الظلام
لعلّ شموعنا تـغدو جميـعـا
لــهيبا حارقا ضـخم الضرام
فــيحرق كـلّ خفــّاش مــقيت
و يسمع في المدى سجع الحمام

فما الحبّ إلا الحرف ليس بممّح..

أ يسلو فؤادي عن هــواها و يرعوي
لـه الويل إن يفـعـل يكن شرّ مذنـب

فـلـيـس لـه نقـض العـهود الّتي لـها
عــلـيه و إن أعـفته من كلّ مـعـتب

فـإن أعـتـقـته ما اسـتطـاع لـها قلى
فــإنّــه إن يــفـعـل كــذاك يـعـــذّب

فـمـن يـعـطـه الرحـمـان نور محبّة
يـكـن عــوده للعـتـم أعـسـر مطلب

فـإن رام سـلـوانـا وأبــدى تـجـلـــّدا
و أقـسـم صـبرا لم يطـقه سوى نبي

فـراقـب أوان الحـنـث، ذاك مـؤكـّد
و عـودا إلى الحـبّ القـديـم المغلـّب

فـما الحـبّ إلا الحـرف ليس بمـمّح
إذا خـطّ في لوح الـقـضاء المغــيّب

27/7/2006

السبت، 19 يناير 2008

الرقصة الأخيرة


تـبـدين طـيـفـا في الـرداء الأحـمـــــر
فـيـفـوح من ذكراك طـيــب العنـبـــر

تـتـمـثـليــن كما عــرفــتـــك صــورة
حـفـرت مـعـالـمـها فـلـم تـتـغـيـــــــر

ذكــرى لـــقــــاء كــان آخــر قـطــرة
أروى بــها مـن بــعــده لــم أمــطـــر

ما كـنـت أعـرف أنّ مـا أبــقــى فــؤا
دي يـانــعـا هــو مـاء وجــه أزهــــر

فالـيـوم أمــسى ذابــلا قـد جــفّ يــــأ

ســا مــن لـــقــاء صـار بالمــتـــعـذر

و أكــافــح الـظـمـأ الشّـديد فتهجم الـ
أحـزان فــاضحـة رقـيـق تـصـبـــّري

فـأعــود ثـانـيـة لأرسـم فـي خـيــــــا
لـي مــا يـذكـــّــرنـي تــدفّـق أنــهـــر

أبـنـي مـن الأطــــلال ســمــفـونـيـّـة
أوتـارهـا دمـعـي و طـول تـفـكــــّري

أنـغـامـها تـلازمـني، تـهـزّ فـؤادي الـ
مـكـلـوم فـي صوت شـجـيّ جـهوري

و أعـيـش فـيـها لا أمــلّ ســمــاعـــها
إن يـخــتــتم إنــشــادها تـتــكـــــــرّر

أحـجـارهـا أنــقــاض لـيــل داثـــــــر
مـن طـول سـجـني فـيـه لم أتـحــــرّر

لــيـل قـد احـتـضن النـهـايـة مـســدلا
سـتــرا عـلـيــها مـن ســواد المـئــزر

لـيــل قــدومــه كــان مــحـتـومـا و لـ
كن كـنـت أرجـو مـنـه بعض تـأخــّر

قـد أنـبـأت عـنـه مـآسي الـعـاشـقـيـــ
ن و إنّـهـا عـنــدي لأصـدق مـخــبــر

فـارقــت كـتـماني لحـبـّي حـيـنــــــها
و نـزعــت عـنــه ســتـارة المـتـخـدّر

وعـرضـتـه في النـاس يـبـدو حسـنــه
بـهــر الـعـيـون كمثـل صبح مــسـفـر

قد خـطـت من زفـراتـه لي مـعـطـفا
مـن ضـوع بـسمـتـه اتخذت تعـطّري

و مـشـيـت نحـوك ثابت الخطوات أنـ
فض عـن كـياني خـشـيـتي و تحذري

و طـلـبت أن أحـظى بـآخـر رقــصـة
بالـيـأس جـزت حــدود كلّ تــهــــوّر

فـرأيــت فـي شـفـتيـك أنقـى بــسـمــة
صــرفــا مـن الأدران لـم تــتــكــــدّر

و تــلامـسيـن يـدي فـتــأخـذ رعـشــة
جـسـدي و يبـدي الخطو بعض تـعثّر

و الـضـوء يـطفـأ تـاركـا من حـولنــا
كالـعمــي فـي ظـلـمـات درب مـقـفـر

لـكنـّنـا لـسـنـا نـحـــسّ بـــعـتــــمـــة
بل نـحـن نـغـرق فـي شـعـاع مـبـهـر

ويغيب عن سمعي الضجيج وعن عــيو
نـي كـلّ مـا يـبـدو فـلسـت بـمـبـصـر

بـصـري و سـمـعي تـائـهـان بـعالـــم
قـد رصّـفــت طـرقاتــه بـالــجـوهــر

تـنـساب موسيقاه في النـسـمات فيــــ
روزيّــــة عــدنـــيـــــّة لـلـــســـمــــّر

فـي سمـعـها أبـديّ ريّ الـظــامـئــيـــ
ن مــذاقـــها حــاكـى مـيــاه الكـوثــر

لا شـمـس يـلـفـح حــرّها بل سـهــرة
لا تـنـتـهي فــي ظــلّ لـيــل مـقــمــر

و تـنــار أضــواء و يـطـفــأ غــيـرها
و تــعــمّ قـلـبــا ظـلـمـة كــالأقــبــــر

و تـغادريــن الـمـرقص اللاهـي و أر
قـب مـنـك عـودا فـي رجاء المـعسـر

و بـقـيـت دهـرا لا أبـــارح مــوقــفي
ثــمّ انـتـبـهت إلـى طـويـل تـحـيـــّري

مـتـثـاقــل الخــطــوات أمــشــي و لا
أدري إلـى أيّ الأمـاكــن مــهـجــري

لي أسـوة فــي مــن تـجـود له سميــــ
رامـيـس لـيـلــة مــوتــه المـتـــقـــرّر

سـأروح مـبـتـهـجا إلى الجـلّاد مــــــا
لي بـعـد لـيــلــي غـــايـــة فـلأقـبـر !

25/10/2005



الجمعة، 18 يناير 2008

ما الذي يبقى من الرواية؟


من وحي أغنية "شو بيبقى من الرواية". كلمات و ألحان: الأخوين رحباني. أداء : فيروز

ما الـذي يــبـقـى مـن روايــة قـلــــب
نـــازف بـعــد لـمـس شـــوك الــورود

مـا الـذي يــبــقـى مـن حـكـاية حـــبّ
كـــان قد منّـى النفس أشـهـى الوعــود

مـا الـذي يــبـقى مـن سـهـاد اللـيـالـي
طـــلـــبـا رؤي طــيـفـهــا الـمـنــشـــود

مـا الـذي يـبقــى مــن تــبــســم مــزن
عــــبـــرت أرضـي دون هــمّ بـــجـود

ما الذي يبـقى من ســراب بـدا في الـ
قــفـر يـنـبـوعا مـــوهــمــا بــالـخـلــود

مـن اويــقـات الحلم،من ساعة الصحـ
و صــبــاحـا عـلى انــتــفـاء وجـــودي

مــن بـــدايـات غـيــبـتي عن حـيـاتـي
ثـــــمّ عــــودي بــهـيـئــــة المـكـــدود

مــن قــصــور بـنـيـتــهـــا بـخـيـــالي
قــــوّضــت فــجـــأة بـــدون وعـيـــــد

مــن أمــانـــيّ، من رســـوم فـــؤادي
لـــغـــد قـــد رنـــا إلـيـــه ســعــيـــــد

يـضــحــك الــكــون فـيـه عن ناجذيه
يــــتـــحـــلّــى إذّاك كــــلّ جــــديـــــد

مــن جــنوني، من ثورتي، من دعائي
و صــلاتــي، مــن حـيرتي و شرودي

مــا سـيـبقى ظـلّ لـذكرى يضيء القلـ
ب أنّـى يــشـتــــدّ قــصـــف الرعـــود

***

و بـــذاك الظــلّ الألـــيــف سأحـيــــا
أرتــمـي فــي أحــضــانــه كـالـولـيـــد

نــتـــسـاقـى كــؤوس مــاض خـبـرنـا
ه وصــفـنــاه بــالقــريـــب الـبـعـيــــد

نـذكـــر الأمـــس حـيــن لـم يـكـن ظــ
لا و نـــبـــكــي شـبــاب قــلــب فـقـيــد

و يــعــزيني مــجـهـشــا ذاكــرا فــقـ
ـــدان مـــسـتـقـبـل مـضــى مــوعـــود

قــاطـــعـا عـهــدا أن نـظــلّ مـعا حتـّـ
ـــى الـرّدى مـسـتشهدا بـخـيـر شـهـيـد

فـــأراه قـــربــي يـــجــــاور نــفـــسي
مــاثـــلا فـــي انــتــكـاستي و سـعودي

فــي دمــوعـي فـي بـسمتي في منامي
فــي مـعـاشي في صحوتي في جمودي

ســاكــن فـكــري، بـل هـو القلب مـنه
يــتـــراءى أنـــّى نــظـمـت قـصـيـــدي

و أنــاجـيــه إن مــــررت بــخــطـــب
فــهـــو نـــحــو الحـيـــاة فـورا معيـدي

إن جـــفـــانــي الأنـاس نادمنــي، مــا
كــنـــت يـــومـــا فـي سهرتي بـوحـيـد

إن ذكـرت الـنــسـيـان صـاح بــذعــر
كــيـــف يــنـسى جـنــون حــبّ فــريـد

بالخـطـايـا هـمـمت، بل تب إلى حبّـــ
ــك و اســتـغـفـر فـي خـشـوع شــديــد

فـأتـــمّ الــمـسـيـر وهـــــو مـعي ينـــــ
ضـــح خــطــوي كـالـقسّ في التعميــد

ربّ خــلّ وفـــى فـأطــرب قـــلـبــــي
حــيــن يـــأســي بــأعــذب الـتـغـريـــد
22/2/2005

الخميس، 17 يناير 2008

وداع




مــا لعيني ترى البـكــاء حــرامـا 
أنفــت حــين كـان ذاك مــرامــــا

رفضت بذل دمعها الحار مــا ينـ
زل بردا في مهجتي و ســـلامــا

و أنـابـــت نــفـسـا ألـيـفـة حــــزن
لم يـــزرهــا الســرور إلّا لـمـامـا

دمــها يــســقـي بـقــــايـا حـيـاة
هـــي أدنى من أن تـكون حـمـاما

جال فــي بــالــها بــلـحظـة وهــم
أن قـريـبا تــحــقّـــق الأحــلامـــا

و أفــــاقـــت فـــأيـقـنـت أنـّـهـا قد
تبعت ما قضـى عـلـيها سـقـامــا

غير أنّ السـراب عـذب و إن لــم
يــك شيئا، مــا أعجب الأوهــامـا

أجمل العمر مـا مضى منه أو مـا
قد ألـّحـوا أن يــسألـوا الأجـرامــا

بــخــمار خـتـامـه، كــان مـنــعــا
لـذّة الكـــأس أن تـكون تـمـــامــا

كـنــت إذّاك مـثـل تــارك روض
مكـرها،  نفسه تــرى الإحـجــاما

كيـف لا و الرحيـل من جنّـة نحــ
ـو غـد مــحجوب مليء غمــاما

حـينـها قـالت لي وداعـا فـما كــا 
ن لـسـاني بـمـسـتـطـيـع كــلامــا

جمجمت نفسي، مثـل أيّ بـريء 
جــنّ أن كان حكـمـهـم إعـدامـــا

و تقول اسـلني، ليـغـفر لها اللـّـــ 
ـه فقد صارالحبّ عـندي حـراما

بعد عـيـنـيــك لا سـمـاء بــكونـي
لا أرى فـي الآفـاق إلّا قـتــامـــا

قتـلـت نــفـسي بعد إيذان بــبــيـن
فـعزائي : ما كان غدر حــسامـــا

أتعزّى و الشمس قد بردت في الـ
نفــــس فالنور ثمّ صار ظـلامـــا

سـيكـون الـمـحال أو شـبـهـــه أن 
تخـلـع الروح من أسـاهـا لـثـامــا


سـتظـلّـين فـي سويـداء قــلـبـــي

أبــدا : خـيـر مــا يكـون مــقامــا

فـاذكـريـنـي و لـو قـلـيـلا لـعـلّي
مـدرك أن ما ضاع عـمري غراما


13/5/2004

الأربعاء، 16 يناير 2008

نظرة بنت السماء


عجبا لسـرعـة مــرّ ذي الأفـــــلاك
ســمّارخـيـر يسـمــعـون لــشـــــاك

و لعـلــه إن طـــال شـــــــيـــئا آذن
فـــيكفكــفـوا عـــبـرات قلـب بـاك

يصـغــون دهرا للـشّكاة , جوابهــم
صـــمت لأبلغ ما يــقــال يحـــاكي

و الصـمت خـير من كـلام أجــوف
مخـبـي النفوس و مــوقظ الإدراك

لا يرحلون سوى إذا هجم الــصبا
ح مـفــرّقـا : لصّ سلاحـه شـــاكي

ما كنت أعرف عن سناالجوزاء ذكـ
را لم تـكـن لي صــحبة لـسـمــــاك

فاليوم إذ صار السّـــهاد مــــلازمي
و نبا الكرى عن مـضجع الأشواك

أدركـت أن اللــيل لم يخــلــق لــنو
م بـل لــنــجــوى أبـــدع الأفــلاك

فكـواكــب مــنـها ترى رؤي الــعيا
ن و غـيـرهــا يـبـقيــك دون فكــاك

لم أدر مـا هــي قــبـل يــوم خـالـــد
عـمـّا أصاب النـفـس نعم الحاكــي

فإلـى أوان البـعـث لا أنــســى متى
أزف الأوان فـأشــرقـــت عـيـنــاك

كـان الذهـــول و بــلــبــلة النــــهى
و جـلـت رسـوم العـالمـيـن ســواك

فــلـقد تـراءت سيمة قطعـت جــميـ
ـع الشـــك في إبــداع من ســوَاك

و بمثل صعقة صاحب الطور الأميـ
ن اُصــبـت ســاعـة حمّ وقت لقاك

و أؤوب للـنـفـس الــتي ذاقــت لذيـ
ذ الحـلـم سـاعــة سـافــرت لــمداك

أنـكرتـها ثـم اقـتــربــت مــحـــاذرا
آنـسـت ـيـها بعض قـبـس صــداك

اُنـشــأتُ خــلـقـا ثانيا كانت لصنـــ
ــعه أعذب النـظـــرات هــن يـــداك

هـي نـظـرة ترنو إليك لــحين مــر
آهـا الجـنــان بــثــغرها الضحّــاك

فــتـجــول فــي أرجائها متضمخا
بـخلوق مـســـك عــاطــر و أراك

يا نظــرة كـــم تــاق عالمنـا لها
و بـها يضـــن عـطاء كــل مـــلاك

من بعـد طول تـرقـب بعـثــت بــها
بنت السماء , و من تـكون ســـواك

فـلترتوي الأرواح قد ظمــأت و كا
ن طــريــقــهـا إفـضـــاؤه لـهـــلاك

حتى تداركهــا الرحيـــم وكــــان ذ
لك عــنــدمـا أقــبـلت من عــلـيــاك

لكـن أقـــلّ الـنــاس قد شـكروا ومـا
اسـتـنــكـفت إقـراري بـفضل نـداك

بـنـت السـمـاء تـقـبّـلي شكر إبن أر
ض قـد رفـعـته عـالــيـا لـــسـمــاك

شـــكرا فـقـد أهـديتـنـي مــن إخـوة
لـك أصـدقــاء لـهم كـمـثل ضــيـاك

شــكرا، فـعيني الآن غادرها القذى
هامــت بــعالـــم مـا احـتوت عيناك

هجرت جـميع ضروب حسن زائف
صارت لعـيـنــك أعــبـــد النــسّـاك

شكرا، فــقـلـبـي كـان مرتا ثم أصـ
بـح كـعــبــة القــصّــاد فـي نـجواك

ضاجـا بذكــرك لــيــلــه و نهـــاره
ما تـنـطـق الـشفـتــان عن مـضناك

هل تأذنـيـن بـأن اُصــرّح بالـهوى
فـــإذا أبـيــت, فـصــارخ أهــــواك

؟/10/2003


الثلاثاء، 15 يناير 2008

هكذا قال عمرو


ألا سيـف فـنـشـهــر كـي يــقــيــنـــا
و مـا كـنــا نــسـلــــه آثــمـــــيــنــــا

دم قد ســال و الأسـياف عـطــشــى
مـتـى كـنا عـــن الــدم نـاكـصــيـنــا

و مـا كـانـت دمـا فــرد فـــنـعـقــــل
و لــكــن أمّــة قــتــلــت أنـــيــنـــــا

فكيف الصلـح و غايــتـهم صـراحـا
و جــهـرا أن يـــرونـا ســاجـــديـنــا

و مـــا دنـّــا لــغـــيـــر الــــلــــه إلا
لـــديــن الســيـــف قد خرناه ديـنــا

وإنــا مـــعـــشـــر بالســيـف كــنـــا
لــــحــــده دان الـــبـريـة أجـمعـينــا

تــخـاف الأرض وطأتـــنـــا إذا مـــا
مـــشـــيــنــا لـلـكريـــهـة بــاسـميـنـا

ســـل الأمــم العـــديــدة يـخبـــروك
و قــد خــبــروا جـــحـــافلنـا قـرونـا

بأنْـــا إن يــجــــدّ الطــعــن نـــثــبت
و إن نـمـســي الــغـداة مــجــنـدلـينـا

بـأشـرف سـاحــة نـــرد المنايـــــــا
و نـــلـــقــى مــا عــرفــنـاه يـقـيـنـا

و فـــوق أعـــزّ أمـكـنــة الدنــى قـد
رآنــــا الـمــوت نـــبــلـي صادقـيـنـا

فـــبـــات يــخــاف صــولـتنا و ينأى
و إنْــــا طـــــــالبـــوه و مـــتـْـقيـنــا

جــنــون للـشـــهــادة فــاق حـتـمـــا
جـــنــون العـــاشق المـضنى جـنونا

" وإنْـــا ســوف تـدركــنــا الــمنـايـا
مـــقـــدْرة لــــنـــا و مـــقـــدْريـنــا"

حـيــاض الـموت لعـبـتـنا فـنـلـــهــو
بـــهــا حتــى الشـــهــادة ضــاحكينا

فــمـا أرواحـــــنـــــــا إلا فـــــــداء
لــــعـرض نــبــذل الــدم كـي يكونا

فــمــن ذكـــر الســلام و نحــن قمنا
لــــثــأر نــــظــهــر الغضب الدفينـا

ســــوى مــــثــل الذي مــنـع الزلال
عــطاشــــا يطــــلـــبـــونـه ملحقينـا

و إن الـــنــصــر آت دون ريــــــب
و إن يـــــطـــل الـغــياب لـه سنيــنـا

و نــنــتــظــر الرجــوع دون يـــأس
و لـــيــــس اليأس للنصر القـــريــنا

و إن يـــفنــى العـــديد فسوف يأتـي
شـــــواهــد ما ارتـــقـبنـا من بنـيـنــا

ونــــرفــض صـلح جبن و انــخـذال
و نــــأبــى سلم خوف الباطــــشيـنـا

و لا نـــرضـى و ان مــتنــا سلامـــا
نكـــــون بــــه ضعافــا أرذليـــــــنـا

و نأنــــــف من تــلطــخـــنــا بعـار:
مـــصـــافـــحـــة الطغام الغـاصبينـا

فلا يـــروى صــــدى الشـــهـداء إلا
بــســفـــك دم الــطغــاة المـعتـدينـا

"ألا لا يجـــــهــــلـــــن أحــد علينــ
فــنجــــهــــل فــوق جـهل الجاهلينا"

ألا فـــــــــلتـــــبـــــلغ الأعداء أنــــا
و إن طـــــــــال الــزمان فراجعونـا

"بشـــبـّـــــان يـــرون الـقــتل مجـدا
وشـــــيـــب فــي الحروب مجربينا"

و ان ضــــحـــك الزمان لكم فـــإنــا
نــــــــقــــــومــــه فيلقاكم حـــزينـا

و قد بـــــــانـــت نواجـــــذه إلـيــنــا
تــــــقــــلـــبــه يـــغـرّ الـــغافليــنــا

و قد كنــّــــــــا هـــــم لكن أفقـــنـا
و صـــــحـــــوتنـــــا نذير الظالمينـا

فــــــويـــــل ثـــــم ويـــــــل للذين
مـــن أمـــــتــــنــا تداعوا ســاخرينـا

ســـتجـــرفكــم من الغضب المـدوي
بـــــــــحـــــــــار من لهيـب فاتقونـا

"لــــنـــا الدنيا و من أضحى عليـهـا
و نـــبــــطش حين نبطش قادرينــا"

؟/4/2003

الأحد، 13 يناير 2008

أ ليس الصبح بقريب

قد قـام في غــيـهب داج مــن الظـلــم
والشمـس غـابت عن العلياء في قـمـم

تضيء أرضا غــدا الإشراق بهجـتها

تــزوي لـغارقــة في أحـجـب الـسّـدم

والــلـيـل أقـبــل في جـيـش له لـجـب

ســـطـا عـلـى أمــة مـن سائـر الأمـم
لا ضوء في تربــها قـد يـســتـنـار بـه
تخبو المـشـاعل في مسـتنقـع الظـلــم
صمـت رهيب يصـم الأذن بل نعـبت
بـوم بـصـوت كــريــه مــوقـد الألـــم
يــبــكي عــلى رأس أمّ استـبــد بـهــا
داء عــضـال له الأعــضـاء في شبـم
تـخالهـا هـمـــدت لــو ما بـدا نـــفـس
يـنـازع المــوت يـأسـا واهن الـعـظـم
تــغـيـب عن وعـيها تـهـذي بلا رشـد
بذكر أســمــاء أبــنــاء ذوي عــظـــم
لـم يبق منهم سـوى ذكر لـهـم عـطـر
مــروا كــغــيـرهـم في سـرعـة الحلم
عـــاشـت بـأفـيائهم حتى إذا رحـلــوا
ازداد في جـسـمـها ضعف على سـقم
يــقـول :"يـا أمّ هــلا كـنـت صـابـرة
كـما عـــهـــدنـــاك فـي أيامك الـقـدم
يـا أمّ مــا كـانــت الأرزاء تـــاركــــة
يوما بــرأســـك بــيـضا منـه في اللمم
يـاأمّ لم تـشتكي الأهوال إذا عرضـت
إلــيـك مـــا كــان للأعبـاء مـن غــنـم
يا أمّ، مـالـك؟ هـل ارهقت مـن نصب
حتى هــويـت مـا يدعوني إلى الهرم؟
أشــاح عــنـك شـبـاب نـاضر و غــدا
إلــيــك يــمشي مشيب مـسـرع القدم"
فـــجـاوبـتـه بـــنــبرات مــــتــمـتـمـة
ارتــاع مـن كـونـها عـن قادم الرمــم
لــولا بــقــيــة حــزم بــاعث عــجـبـا
فــي من رآها من الأعمار في الغسم
"قد كـنـت–إذ كنـت-من يـختال عافية
و ما لقــيــت مـن الـعـــلات لـم يــدم
حتى اغــتـررت لـرؤيـا الدهر مـبتسما
قصـرت عن طـلـب الأفضال من شيم
ثــكـلـت حيّـا غـدت أنـفـاســه كــذبــا
يـعـيـشـــه أو سـرابـــا خـادع الـرسـم
رؤياي بـعــد بــلائـي فـيـك شـامـخـة
تحـال إذ جف من جسمي معين دمـي
ما أنـت إبـني! فــما أنـجبـت لي ولـدا
مـنــاه في عيشه سـكـنـاه فـي الأطـــم
يــذوب قــهـقـهة و العـرض مـنـتهـك
كأنه عن صـراخ العرض في صـمـم
كما يــخـاتـل من أردى لـــه شـــرفـا
إذا سـقـاه نـــقـــاع الســمَ يـــبـــتــسـم
ابعد! تــعــسـت أيــا عـاقـــا لوالـــدة
جوزيـت شــرّا،ألاعــود إلى العـدم !"
قالــت مـقـالتـها و الـيأس يـنـهــشـهـا
رنــت لذارف دمـع الخـزي و الــنـدم
فخاطـبـــتـه وقد ثـــارت أمومـــتـهــا
"بنــيّ، كــن لـشـفائي صـادق العــزم
فعــد لـنـفسـك ، ما قـولي سوى ديـــم
تــرنــو لإحـيـاء ما قـد مـات من همم
و بــرّ أمّـــا قـــلــيـلات نــــظـائـرهـا
ليست بــنــاسـيــة مـا رقّ مـن رحـــم
فــأنــت داء و تــريـــاق أكــــون بــه
سـر مــســتــنــيـرا و لا تـهـتم للغمم
إنّ الــصـبـاح و إن تــبـعـد مــسافـتـه
حــتما سـيرجع بعد الأعصـر الدهـم"

29/8/2002

السبت، 12 يناير 2008

القديسة (2)

يا خـلـيـلـــيّ صــــبـاحــا فاسـقـيـــاني
كـــأس شــدو مـن شــجــّيات الـلحـان

و لــتكـن مـتـرعـة حتـى يغــوص الـ
مـــرء فـي أرجــــائــها طـلق الـجنان


ثــم كـــرّا بــغــبــوق وانــظـــرا مــا
سـكـن اللـــيــل فـإيـقــاظ الأغـــانـي

و إذا مــا فـــرغـــت كــأس فـأخـرى
داومــا الشـرب لإفــــراغ القـــنــــان


انمـا مثل مــدامــــي لــيـس ينــــفـــدْ
اسألا عن طـعـمــها العذب اســـألاني

عـــن مـــذاق لــم يــســـغــه آدمــــي
قـــبــل إبـحــاري إلـــى غـيـــر أوان

لـحـظة قد خـفـق الـقــلـــب لــديـــهـا
دون عـــهــد بـشـديــــد الخـفــــقــان

لـــيســت الــبـتـة مــن دنــيـاكــم هــ
ذه بـــل مـــن مـــلأ لـــيـس بـــفـــان


قد سقاني الـكـون مـن أعـذب مـا قـدّ
مـــه يــومـــا و اسـتـقــاه الثــقــــلان

غــادرت روحـي خـــرابـا بـلـقـعا ثم
اســـتـــقــرت فـــي فـراديس الجنـان

قد دعــوه طــربـــا، كــلا! و ربّـــي
كم بـعيد هــو عن ضـرب المــثـــاني

ازدريــت الـعـيـش و الـدنـيـا جـمـيعا
و كــلام الـنــاس صــنـو الــهـذيــــان

مـــا أبــالـي ما دنـى النـــاس إذا مـــا
أنــشــدت قــــديـسـتي خــمر كيانــي

مـــن زلال قــد صـفـى لـيـس يــكـدرْ
مـن كـؤوس مـلـــؤها سحر البــيـــان

من نــشـيـد الـسحر مـن شـدو مـلاك
مــن تــرانــيــم بــديعــات الــمغانــي

من صـدى خـيــر و حــق وجــمـــال
خـلدت في النفس فـــي كــل زمــــان

من أحــاسـيـس عـجيب وقعها في الـ
نـــفــس إذ تـــأخـــذها في طـيـــران

من تـــراتـيــل ســمـــاوي هــداهــــا
تــلــبس الــروح قــلادات جــمـــــان

قد تـــلاهــا نـــغــم مـــا ســمــعت أذ
ن شــبــيـها لــه مــن قــول لــســــان

تــسـلـب الــنــفـس أمانيها كـــمـا تـغـ
رب عــنـها –غيرها- كـــل الأمــاني

من شـــذا كــائـنــة قـــدسيّــة مـــــر
ســلــة بــلــســم مـــن كان يـعــــانـي

مـسحـة الصدق إذا ما صدحـت و الـ
حــســـن مــن فـيــها بــثوب له قـان

و صــراخ الحــق إذا قــام و نــــادى
زاجـــرا عــــن كــــلّ ذل و هــــوان

و نــداء الـــطـهــر فـــي نــبــرتها يا
مــبــعــثـا للطــهر بـيـن النـاس سان

شـهـــــدت لـــم تــبــــح إلّا بـــــإلـهـا
م مـــن العـــلـــياء لا قـــول قــيـــان

هـــي طــيــف،أم مــلاك، أم ســراب
قــد تــــراءى لـــخــيـــالـــي لـثــوان

قـبـل أن تــتـــضـح الصـورة إذ ابــــ
صــر حـــرْســـا لــطــريقي مـلـكـان

أم بـــديـع الســـحــر إذا مــا يـتـجـلى
-فــي هــزار مــسكـر- رؤي العـيـان

كـي يــحـيـل الحـزن فرحا مبدلا سـو
د لـــيـــالــيّ بــــلـــون ارجـــوانـــي

ليت شعري ! لـم أكن أحــيــا بــحــق
قــبـــل أســفــاري لعــيش لـي ثــــان

أكــتــفــي فــيــه بــنجـواها و اصـغـا
ء لـــمــا يــــبــلـغ سمعي من قـــران

في انــقــطـاع عـن حـــياة عشتها قبـ
ل لدنــيـــا هــي خــيــر الـحـــيــوان

رهـــبــة ثـــم خشوع فـانـــتــــشــاء
رحـــلـتي حـتــى بــلوغــي للـجـنـان

فكـــأن الـــروح و المـــادة قــد شتت
ما بــيــنـهـمـــا نــــصـــل يــــمـاني

شـفـتــا قــــديــســتـــي رددتـــا نـــا
قــوس ســـلــم لـــفــــؤادي و أمـــان

أيّ ســحـر في مـنـــاجاتــــك يـا مـن
أيقظــت مـيّـــت فـــكــــر و جــــنـان

حــرّكـت وجـــدان مــن كـــان ضالا
تائهـــا في بـــحر إلـحـاد يـــعـــانـــي


فــغــدا بـعــد ضــلال عــابــــدا نشـــ
وان من نـــجــواك مــــن أغلى دنـان

اغـــفــري ذنــبـــا لــه من طول عهد
و هــو مـن أوزار ذاك الذنـب جـــان

انـــقـــضـــت مــن عـمـره دون لقاك
ســنـــوات مــــلــــؤها كـــل هـــوان

علّه من طــول دعــاه في الـــلـيالــي
خـفــف الذنب إذ أضــنــاه الـتـفـــاني

فـــريــــاح قــُــدسٌ تـــدفـــعــــه مــا
دام فـــي ذكــــرك أي كـــل زمــــان


5/8/2002

الجمعة، 11 يناير 2008

دموع على قبري


إذا ما تـوفّـانــي الإله فـهـل تــــرى
دمـوع الأسى في عينها تبلغ النـحرا


فذاك عـزائـي عـن عـذابي بـحبــّهـا
جزاء سـهـاد طـالـمـا بـلــغ الـفجـرا


عـليـك ســلامــي إذ رويـت لـغـلّتي
صـداها كما أوسعت ما ضيّق القبرا


فما زلـت أحـيـا ما أدمـت تـذكّـــري
قـفي ثـمّ جــودي كالــسّحاب إذا درّا


10/05/2002

الخميس، 10 يناير 2008

نشيد الورد



ضاحكـات بـصمتهـنّ المديـــــد
في رياض سـكّـانها من قـصـيـد

و غـناهـنّ كاد يخفى ســوى عن
سمع عـشاقـهنّ : خـيـر الـنـشـيد

يؤسـر القـلب كلّـما أنـصت الور
د يـغـنـّي من أعذب التـغــريــــد

صادحا بالأنــشـودة الفردوســـــ
يّــة ، انـشـودة الشبـاب الــجـديد


الشـباب المـبعوث من بـسـمة طا
هــرة مـــن ثـنــيّــة لـلـــورود


في شذاهـا في عرفها في رواهـا
في جواب لـنـسمـة : أن تـمـيدي


هي أنشودة تـــرنّـم بــهــا الكــو
ن فـلـمّـا يـزل إلى تـجــديـــــد


مـعـبـد لـلـجـمـال فـيـه يصلي الـ
بـصـر الراني للـسّنـا في الوجـود


مـتعة تـنـفح الـنفـوس العـطشى
تـرتوي منها ثـمّ تـصـرخ زيدي


ليـت شعـري، من تارك نعمة أد
نى إليه د نـوّ حـبـل الـو ريـــد


هـل تـرى في دنيـاك أعذب منها
لا، هـي الفـرح الآبد التـــرديـــد





21/04/2002

الأربعاء، 9 يناير 2008

القديسة


يا خـلـيـلـــيّ صــــبـاحــا اسـقـيـــاني
كـــأس شــدو مـن شـجــّيات الـلـحـان

ثــم كــرّا بـــغــبــوق وانــظـــرا مــا
سـكـن اللـــيــل فـإيـقــاظ الأغــــانـي

مـــا أبــالـي ما دنـى النـــاس إذا مــا
أنــشــدت قــــديـسـتي خــمر كيانــي

من نــشـيـد الـسحر مـن شـدو الملاك
تـخـشــع الـنـفــس تـراها في الجنــان

رهــــبــة تــمـلــك نــفـسي كـلـما ألـ
فـيـتـها و هـي فــي تـرتـيـل قـــــران

مــسـحـة الـهـيـبة في بـسمـتـها و الـــ
حــســـن مــن فـيــها بــثوب له قــان

شـهـــــدت لـــم تــبــــح إلّا بـــــإلـهـا
م مـــن العـــلـــياء لا قـــول قــيـــان
أيّ ســـحـر في مـنـــاجاتــــك يـا مـن
أيقظــت مـيّـــت فـــكــــر و جــــنـان

حــركــت وجـــدان مــن كــان ضالا
تائهـــا في بـــحر إلـحـاد يـــعـــانـــي

فــغــدا بـعــد ضــلال عــابــــدا نشــ
وان من نـــجــواك مــــن أغلى دنـان

فـــريــــاح قـــدس تـــدفـــعـــه مــا
دام فـــي ذكــــرك أي كـــل زمــــان

18/10/2001

ديواني و فرصة التدوين

قبل أن أتعرف على عالم التدوين العجيب، لم تتح لي الفرصة لكي أنشر أشعاري. صحيح أنّي شاركت في بعض المسابقات التي كانت تقام على مستوى المعهد أو على مستوى الجهة لكنّ القسم الأكبر من أشعاري لم يكن معروفا إلا لقلة قليلة من الأصدقاء الّذين انقطع اتصالي بهم أو كاد بعد مغادرتي للمعهد. بقيت قصائدي حبيسة نفسي، أدونها و لكن لا يقرأها غيري فأكون الشاعر و القارئ و الناقد في آن واحد و لعلّ هذا ما ساهم في اقلالي اذ حتّى إذا كان الشعر ما ينفثه المصدور ليبرأ فإنّه يبقى قليل الأهمية إذا اقتصر نفعه على صاحبه و لم يصل إلى نشر فكرة أو غرس الشعور بالجمال و ذلك لا يمكن بداهة ما لم يصل إليهم. كان يمكنني أن أرسل أشعاري إلى احدى الصحف التي تفتح أبوابها لنشر شعر "الأدباء الشبان" و لكن منعني من ذلك شيء من الكبرياء و شيء من الإباء: كبرياء لأنّي لست أعدل بشعري شعرا و أستنكف من أن يرى سمين الشعر يجانب غثّه و إباء لأنّي لا أرضى لنفسي أن أعلّق آمالا في نشر قصيدي على أحد قد يتكرم و ينشرها وقد يضن عليّ بذلك فأكون كالمتسوّل الذي يستجدي المال

لذلك رأيت أن أنشر أشعاري، قديمها و حديثها، في هذه المدونة عسى أن يتاح لها من يقرأها و يعلّق عليها و لعلّها تحدث أثرا في نفسه و إن لم يتح لها ذلك فإني لست أخسر شيئا ان حاولت ما دمت أكتب متى أردت و أمتنع إن ضقت بذلك ذرعا