الجمعة، 10 ديسمبر 2010

لعنة شاعر

لم تكــوني غادة بين النســــــاء

لم تكوني أبدا بنت السمـــــــــاء


لم تكوني نجمة أو كوكبـــا يــر

سل للأرض شعاعا من ضيــاء


لم تكوني مزنة تسقي عطاشـــا

بل سحابا ذا سواد دون مــــــاء



لم تكوني الدرّ في أعماق بــحر

بل فقط قوقـعـة ذات خــــــــواء


لم تكوني امرأة ذات وجــــــود

بل خيالا واهما...محض هــراء


كنتِ انسانا له محيـــــا و موت

ما له ذكر سوى كلّ هبـــــــــاء


أنا من سوّاك تمثالا ، كبجملـــــ

يون، فيه كــل أسرار البهــــــاء


و نفخت الروح فيه فـــــتجـــلّى

كائنا موطنه دار البقــــــــــــــاء


فجعلت الطين مخلوقا كريـــمـا

حسبه أنّه من نسل السمـــــــــاء


نوره يخطف أبصار أنــــــــاس

مثلهم قد كنت من أهل الفنـــــاء


كنت أعليتك في معبد شعـــري

دون كل امرأة كنت اصطــفائي


و جعلت اسمك شيئا قُدُسيّـــــــا

نغما في فم ربّات الغنــــــــــــاء


كنت أعطيتك تاج الكون...أجلســ

تك عرشا ما له من نظـــــــراء


كنت قد قدّرت عمرا لك لم تطــ

مع به يوما أكفّ في دعــــــــاء


أ رجوتُ الحمد؟ كلا، غير أني

لست أرضى أبدا بالخيــــــــلاء


كلّ شيء كان حلا و مباحــــــا

لك إلا أن تمسّي من إبــــــــائي


ليس، حتّى لك أنت، الصفح حقّا

و أنا المطعون غدرا كبريــــــائي


جزت ذاك الحدّ، حدّ الخطــــايا

لا تلوميني على فرض الجــزاء


ليس منجيك من النفي منــــــــجّ

إنّه قد كان محتوما قضــــــائي


اخرجي من جنّتي، عودي إلى منـ

زلك الأوّل في درك الشقــــــاء


اخرجي منها و لن ينـفع بعد الـ

آن من عينيك فيض من بكــــاء


اخرجي مذمومة مدحورة مـــلـ

ـعونة ما لك عنها من عـــــزاء


طالما عشت اذكري أنّك قــد أو

جبت إحدى لعنات الشعــــــراء

الجمعة، 2 أبريل 2010

تنويع على يتيمة فيروزيّة

اقترب الموعد
و انشقّ القمرْ
يرقص نصفاه لذلك اللقاء المنتظر
أطفأت الشمس لهيبها
لكي تتيح مبدأ السمر
و خرج الأموات رافعين أنخابا لكلّ محتضر
رصّعت السماء من ضياء كلّ نجم انكدر
في ليلة خلت من السحابْ
***

الشوق قد أصبح بدرا
أكمل الأربع من بعد العشرْ
أمضى من السنين تسعا
قلقا و ينتظر
الآن، مثل الأمل المشرق
يلبس البياض و الزهر
ينظر في مرآته المكسورة الصمّاء
للميلاد، للصبا، و للشباب بعدما نضر
الآن لم يعد هناك من خطر
قد ذهب السراب

***

ككرمة تمسّها شمس سقر
عنبها مع الزمان يختمر
يصبح لذّة
لكلّ باحث عن السفر
إلى مكان ليس فيه صخب و لا ضجر
كذاك ينضج العمر
الآن جاء
ليس بعد الآن من إياب
***

على الشبابيك يؤلّف غناءه المطر
أغنية تزفّ إلى السمع الخبر
إيقاعها الراقص يغسل عن النفس الكدر
ما عاد من شكّ،
فهذي آخر النذر
فليخلع اليوم رداء من حذر
آن الوداع أيّها الأغراب
***

أراه مقبلا
تحييه بشدوها الطيور في الشجر
مبتسما كملك إذا ظفر
إليّ قد جاء لقطف ثمرة،
أغلى الثمر
بديعة هيئته
فما يخيف منه أبناء البشر؟
قد انتظرته بمثل أمل الداعين في وقت السحر
و ها هو الآن يدقّ الباب