السبت، 25 يونيو 2011

السامريّ

لأنّي بصرت بما لم يروا

بالمحجّب عن عيون البشرْ

لأنّي وهبت لهم من هدايا السماء النجوما

نثرت على حلمهم قبضة من أثرْ

و لكنّهم، من تدوم طفولتهم بامتداد العمرْ،

أرادوا فقط زينة في الأيادي

فعادت رجوما

وصار صنيعي غريق النهرْ

رمادا مقيما

***

أنا السامريّ

سليل من اختير في العالمينْ

أمرّغ نفسي بباب السماء

أحلّق، ما شئت، بين الثرى

أ يحمد، عند الصباح، السّرى

وقد كنت من قبله لا أرى

سوى مثل كلّ الورى

كفيفا ولكنّه ما درى

وللرصد دون العباد انبرى

فكان الّذي قد جرى

أ أذنبت أن نبتت لي عيونْ؟

أ أخطأت أن جئت بالشمس من في السجونْ؟

وأهديتها صبية يلعبونْ

فكانت لهم كرة

مزّقوها وفاض الضياء

وكان الجنون

وقد قيل لي الآن أن لا مساس

أ ذلك لعن

وأنّي كتبت من المبعدينْ

أم اخترتُ للنور كنزا دفينا

منيعا عن الناشدينْ؟

تنوء بحمل الغزالة طيّات صدري

وتشرق منّي

وتغرب فيّ

وما شاهد غير سرّي

وإن يستضيئوا تحرّقهم نار جمري

أنا السامريّ

وما عاد في المبصرين على الدهر غيري

أريتهمو، لم يروا

فأمرتُ: ألا كن غيابا وهم حاضرونْ

سأسكن روحي

وأجعلها كهف فجر

ولست من النادمينْ

ليست هناك تعليقات: