قُدّستِ يا أزليّة
قدّست يا بدء الحياة وختمها
قدّستِ يا سرّ الزناد الواري
قدّست يا دفء الشتاء إذا قسا
يا كلّ أنس مواسم الأمطارِ
قدّست يا كنز الألمب وأهله
وهديّة الجبّارِ
قدّست نافخة لضوئك
في سحيق قرار
ما ذاق قبلك طعم شمس نهار
من فيضه كنّا
ونبقى دائما
من جارف الأنوار
***
فلتقبلي نسكي
وقبس حياتي
وشموع ندّ أوقدت
من كلّ ترتيل وكلّ صلاة
ورماد أحلام تراءت
في قرون سباتي
الآن، معبدك الملبّد قد خلا من غيرنا
فلتسمعي منّي مناجاتي
وبعض شكاتي
***
فلتنطقي…ما للشحوب أصاب روح أوار؟
الموبذان بسجعهم سحروك، كيف؟
هم الذين بضوئك الأسمى من الكفّار
قصروا عن الأسرار
رموا القرابين العديدة فيك
تورية لما لم يدركوا
سلبوك ذاك النور في الأبصار
أضحيت أمّا تأكلين بنيك، صامتة
وهم أهدوك من ذاك اللباس العاري
بوئي بكلّ العار !
***
قد قيل في كتب
محجّبة عن الحرّاس في العتبات
“أسكبك فيها تعطها عينين”
ذا وحي الزمان الآتي
في وقفتي، ولهيبك المهتاج يخفت
في اقترابي منك، أقرأ ما بنفسي
في بواطن تلكم الصفحات
فلتكسر المرآة
في باقي الشظايا
ليس من أصل هناك، ما من صورة
وتأجّجت كلماتي
***
سيقال بعد تتابع العشرات والعشرات من أقمار
“صلّى لها حيّا
وكان ضرامها ميتا
وحلّت روحه فيها
وتبقى بعد موئل رحلة الأعمار”
الرابط على تونس الفتاة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق