الأربعاء، 16 يناير 2008

نظرة بنت السماء


عجبا لسـرعـة مــرّ ذي الأفـــــلاك
ســمّارخـيـر يسـمــعـون لــشـــــاك

و لعـلــه إن طـــال شـــــــيـــئا آذن
فـــيكفكــفـوا عـــبـرات قلـب بـاك

يصـغــون دهرا للـشّكاة , جوابهــم
صـــمت لأبلغ ما يــقــال يحـــاكي

و الصـمت خـير من كـلام أجــوف
مخـبـي النفوس و مــوقظ الإدراك

لا يرحلون سوى إذا هجم الــصبا
ح مـفــرّقـا : لصّ سلاحـه شـــاكي

ما كنت أعرف عن سناالجوزاء ذكـ
را لم تـكـن لي صــحبة لـسـمــــاك

فاليوم إذ صار السّـــهاد مــــلازمي
و نبا الكرى عن مـضجع الأشواك

أدركـت أن اللــيل لم يخــلــق لــنو
م بـل لــنــجــوى أبـــدع الأفــلاك

فكـواكــب مــنـها ترى رؤي الــعيا
ن و غـيـرهــا يـبـقيــك دون فكــاك

لم أدر مـا هــي قــبـل يــوم خـالـــد
عـمـّا أصاب النـفـس نعم الحاكــي

فإلـى أوان البـعـث لا أنــســى متى
أزف الأوان فـأشــرقـــت عـيـنــاك

كـان الذهـــول و بــلــبــلة النــــهى
و جـلـت رسـوم العـالمـيـن ســواك

فــلـقد تـراءت سيمة قطعـت جــميـ
ـع الشـــك في إبــداع من ســوَاك

و بمثل صعقة صاحب الطور الأميـ
ن اُصــبـت ســاعـة حمّ وقت لقاك

و أؤوب للـنـفـس الــتي ذاقــت لذيـ
ذ الحـلـم سـاعــة سـافــرت لــمداك

أنـكرتـها ثـم اقـتــربــت مــحـــاذرا
آنـسـت ـيـها بعض قـبـس صــداك

اُنـشــأتُ خــلـقـا ثانيا كانت لصنـــ
ــعه أعذب النـظـــرات هــن يـــداك

هـي نـظـرة ترنو إليك لــحين مــر
آهـا الجـنــان بــثــغرها الضحّــاك

فــتـجــول فــي أرجائها متضمخا
بـخلوق مـســـك عــاطــر و أراك

يا نظــرة كـــم تــاق عالمنـا لها
و بـها يضـــن عـطاء كــل مـــلاك

من بعـد طول تـرقـب بعـثــت بــها
بنت السماء , و من تـكون ســـواك

فـلترتوي الأرواح قد ظمــأت و كا
ن طــريــقــهـا إفـضـــاؤه لـهـــلاك

حتى تداركهــا الرحيـــم وكــــان ذ
لك عــنــدمـا أقــبـلت من عــلـيــاك

لكـن أقـــلّ الـنــاس قد شـكروا ومـا
اسـتـنــكـفت إقـراري بـفضل نـداك

بـنـت السـمـاء تـقـبّـلي شكر إبن أر
ض قـد رفـعـته عـالــيـا لـــسـمــاك

شـــكرا فـقـد أهـديتـنـي مــن إخـوة
لـك أصـدقــاء لـهم كـمـثل ضــيـاك

شــكرا، فـعيني الآن غادرها القذى
هامــت بــعالـــم مـا احـتوت عيناك

هجرت جـميع ضروب حسن زائف
صارت لعـيـنــك أعــبـــد النــسّـاك

شكرا، فــقـلـبـي كـان مرتا ثم أصـ
بـح كـعــبــة القــصّــاد فـي نـجواك

ضاجـا بذكــرك لــيــلــه و نهـــاره
ما تـنـطـق الـشفـتــان عن مـضناك

هل تأذنـيـن بـأن اُصــرّح بالـهوى
فـــإذا أبـيــت, فـصــارخ أهــــواك

؟/10/2003


ليست هناك تعليقات: