الأحد، 13 يناير 2008

أ ليس الصبح بقريب

قد قـام في غــيـهب داج مــن الظـلــم
والشمـس غـابت عن العلياء في قـمـم

تضيء أرضا غــدا الإشراق بهجـتها

تــزوي لـغارقــة في أحـجـب الـسّـدم

والــلـيـل أقـبــل في جـيـش له لـجـب

ســـطـا عـلـى أمــة مـن سائـر الأمـم
لا ضوء في تربــها قـد يـســتـنـار بـه
تخبو المـشـاعل في مسـتنقـع الظـلــم
صمـت رهيب يصـم الأذن بل نعـبت
بـوم بـصـوت كــريــه مــوقـد الألـــم
يــبــكي عــلى رأس أمّ استـبــد بـهــا
داء عــضـال له الأعــضـاء في شبـم
تـخالهـا هـمـــدت لــو ما بـدا نـــفـس
يـنـازع المــوت يـأسـا واهن الـعـظـم
تــغـيـب عن وعـيها تـهـذي بلا رشـد
بذكر أســمــاء أبــنــاء ذوي عــظـــم
لـم يبق منهم سـوى ذكر لـهـم عـطـر
مــروا كــغــيـرهـم في سـرعـة الحلم
عـــاشـت بـأفـيائهم حتى إذا رحـلــوا
ازداد في جـسـمـها ضعف على سـقم
يــقـول :"يـا أمّ هــلا كـنـت صـابـرة
كـما عـــهـــدنـــاك فـي أيامك الـقـدم
يـا أمّ مــا كـانــت الأرزاء تـــاركــــة
يوما بــرأســـك بــيـضا منـه في اللمم
يـاأمّ لم تـشتكي الأهوال إذا عرضـت
إلــيـك مـــا كــان للأعبـاء مـن غــنـم
يا أمّ، مـالـك؟ هـل ارهقت مـن نصب
حتى هــويـت مـا يدعوني إلى الهرم؟
أشــاح عــنـك شـبـاب نـاضر و غــدا
إلــيــك يــمشي مشيب مـسـرع القدم"
فـــجـاوبـتـه بـــنــبرات مــــتــمـتـمـة
ارتــاع مـن كـونـها عـن قادم الرمــم
لــولا بــقــيــة حــزم بــاعث عــجـبـا
فــي من رآها من الأعمار في الغسم
"قد كـنـت–إذ كنـت-من يـختال عافية
و ما لقــيــت مـن الـعـــلات لـم يــدم
حتى اغــتـررت لـرؤيـا الدهر مـبتسما
قصـرت عن طـلـب الأفضال من شيم
ثــكـلـت حيّـا غـدت أنـفـاســه كــذبــا
يـعـيـشـــه أو سـرابـــا خـادع الـرسـم
رؤياي بـعــد بــلائـي فـيـك شـامـخـة
تحـال إذ جف من جسمي معين دمـي
ما أنـت إبـني! فــما أنـجبـت لي ولـدا
مـنــاه في عيشه سـكـنـاه فـي الأطـــم
يــذوب قــهـقـهة و العـرض مـنـتهـك
كأنه عن صـراخ العرض في صـمـم
كما يــخـاتـل من أردى لـــه شـــرفـا
إذا سـقـاه نـــقـــاع الســمَ يـــبـــتــسـم
ابعد! تــعــسـت أيــا عـاقـــا لوالـــدة
جوزيـت شــرّا،ألاعــود إلى العـدم !"
قالــت مـقـالتـها و الـيأس يـنـهــشـهـا
رنــت لذارف دمـع الخـزي و الــنـدم
فخاطـبـــتـه وقد ثـــارت أمومـــتـهــا
"بنــيّ، كــن لـشـفائي صـادق العــزم
فعــد لـنـفسـك ، ما قـولي سوى ديـــم
تــرنــو لإحـيـاء ما قـد مـات من همم
و بــرّ أمّـــا قـــلــيـلات نــــظـائـرهـا
ليست بــنــاسـيــة مـا رقّ مـن رحـــم
فــأنــت داء و تــريـــاق أكــــون بــه
سـر مــســتــنــيـرا و لا تـهـتم للغمم
إنّ الــصـبـاح و إن تــبـعـد مــسافـتـه
حــتما سـيرجع بعد الأعصـر الدهـم"

29/8/2002

ليست هناك تعليقات: