تـبـدين طـيـفـا في الـرداء الأحـمـــــر
فـيـفـوح من ذكراك طـيــب العنـبـــر
تـتـمـثـليــن كما عــرفــتـــك صــورة
حـفـرت مـعـالـمـها فـلـم تـتـغـيـــــــر
أروى بــها مـن بــعــده لــم أمــطـــر
ما كـنـت أعـرف أنّ مـا أبــقــى فــؤا
دي يـانــعـا هــو مـاء وجــه أزهــــر
فالـيـوم أمــسى ذابــلا قـد جــفّ يــــأ
ســا مــن لـــقــاء صـار بالمــتـــعـذر
و أكــافــح الـظـمـأ الشّـديد فتهجم الـ
أحـزان فــاضحـة رقـيـق تـصـبـــّري
فـأعــود ثـانـيـة لأرسـم فـي خـيــــــا
لـي مــا يـذكـــّــرنـي تــدفّـق أنــهـــر
أبـنـي مـن الأطــــلال ســمــفـونـيـّـة
أنـغـامـها تـلازمـني، تـهـزّ فـؤادي الـ
و أعـيـش فـيـها لا أمــلّ ســمــاعـــها
أحـجـارهـا أنــقــاض لـيــل داثـــــــر
لــيـل قـد احـتـضن النـهـايـة مـســدلا
لـيــل قــدومــه كــان مــحـتـومـا و لـ
قـد أنـبـأت عـنـه مـآسي الـعـاشـقـيـــ
فـارقــت كـتـماني لحـبـّي حـيـنــــــها
وعـرضـتـه في النـاس يـبـدو حسـنــه
قد خـطـت من زفـراتـه لي مـعـطـفا
و مـشـيـت نحـوك ثابت الخطوات أنـ
و طـلـبت أن أحـظى بـآخـر رقــصـة
فـرأيــت فـي شـفـتيـك أنقـى بــسـمــة
و تــلامـسيـن يـدي فـتــأخـذ رعـشــة
و الـضـوء يـطفـأ تـاركـا من حـولنــا
أوتـارهـا دمـعـي و طـول تـفـكــــّري
أنـغـامـها تـلازمـني، تـهـزّ فـؤادي الـ
مـكـلـوم فـي صوت شـجـيّ جـهوري
و أعـيـش فـيـها لا أمــلّ ســمــاعـــها
إن يـخــتــتم إنــشــادها تـتــكـــــــرّر
أحـجـارهـا أنــقــاض لـيــل داثـــــــر
مـن طـول سـجـني فـيـه لم أتـحــــرّر
لــيـل قـد احـتـضن النـهـايـة مـســدلا
سـتــرا عـلـيــها مـن ســواد المـئــزر
لـيــل قــدومــه كــان مــحـتـومـا و لـ
كن كـنـت أرجـو مـنـه بعض تـأخــّر
قـد أنـبـأت عـنـه مـآسي الـعـاشـقـيـــ
ن و إنّـهـا عـنــدي لأصـدق مـخــبــر
فـارقــت كـتـماني لحـبـّي حـيـنــــــها
و نـزعــت عـنــه ســتـارة المـتـخـدّر
وعـرضـتـه في النـاس يـبـدو حسـنــه
بـهــر الـعـيـون كمثـل صبح مــسـفـر
قد خـطـت من زفـراتـه لي مـعـطـفا
مـن ضـوع بـسمـتـه اتخذت تعـطّري
و مـشـيـت نحـوك ثابت الخطوات أنـ
فض عـن كـياني خـشـيـتي و تحذري
و طـلـبت أن أحـظى بـآخـر رقــصـة
بالـيـأس جـزت حــدود كلّ تــهــــوّر
فـرأيــت فـي شـفـتيـك أنقـى بــسـمــة
صــرفــا مـن الأدران لـم تــتــكــــدّر
و تــلامـسيـن يـدي فـتــأخـذ رعـشــة
جـسـدي و يبـدي الخطو بعض تـعثّر
و الـضـوء يـطفـأ تـاركـا من حـولنــا
كالـعمــي فـي ظـلـمـات درب مـقـفـر
لـكنـّنـا لـسـنـا نـحـــسّ بـــعـتــــمـــة
بل نـحـن نـغـرق فـي شـعـاع مـبـهـر
ويغيب عن سمعي الضجيج وعن عــيو
نـي كـلّ مـا يـبـدو فـلسـت بـمـبـصـر
بـصـري و سـمـعي تـائـهـان بـعالـــم
قـد رصّـفــت طـرقاتــه بـالــجـوهــر
تـنـساب موسيقاه في النـسـمات فيــــ
روزيّــــة عــدنـــيـــــّة لـلـــســـمــــّر
فـي سمـعـها أبـديّ ريّ الـظــامـئــيـــ
ن مــذاقـــها حــاكـى مـيــاه الكـوثــر
لا شـمـس يـلـفـح حــرّها بل سـهــرة
لا تـنـتـهي فــي ظــلّ لـيــل مـقــمــر
و تـنــار أضــواء و يـطـفــأ غــيـرها
و تــعــمّ قـلـبــا ظـلـمـة كــالأقــبــــر
و تـغادريــن الـمـرقص اللاهـي و أر
قـب مـنـك عـودا فـي رجاء المـعسـر
و بـقـيـت دهـرا لا أبـــارح مــوقــفي
ثــمّ انـتـبـهت إلـى طـويـل تـحـيـــّري
مـتـثـاقــل الخــطــوات أمــشــي و لا
أدري إلـى أيّ الأمـاكــن مــهـجــري
لي أسـوة فــي مــن تـجـود له سميــــ
رامـيـس لـيـلــة مــوتــه المـتـــقـــرّر
سـأروح مـبـتـهـجا إلى الجـلّاد مــــــا
لي بـعـد لـيــلــي غـــايـــة فـلأقـبـر !
25/10/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق