الخميس، 17 يناير 2008

وداع




مــا لعيني ترى البـكــاء حــرامـا 
أنفــت حــين كـان ذاك مــرامــــا

رفضت بذل دمعها الحار مــا ينـ
زل بردا في مهجتي و ســـلامــا

و أنـابـــت نــفـسـا ألـيـفـة حــــزن
لم يـــزرهــا الســرور إلّا لـمـامـا

دمــها يــســقـي بـقــــايـا حـيـاة
هـــي أدنى من أن تـكون حـمـاما

جال فــي بــالــها بــلـحظـة وهــم
أن قـريـبا تــحــقّـــق الأحــلامـــا

و أفــــاقـــت فـــأيـقـنـت أنـّـهـا قد
تبعت ما قضـى عـلـيها سـقـامــا

غير أنّ السـراب عـذب و إن لــم
يــك شيئا، مــا أعجب الأوهــامـا

أجمل العمر مـا مضى منه أو مـا
قد ألـّحـوا أن يــسألـوا الأجـرامــا

بــخــمار خـتـامـه، كــان مـنــعــا
لـذّة الكـــأس أن تـكون تـمـــامــا

كـنــت إذّاك مـثـل تــارك روض
مكـرها،  نفسه تــرى الإحـجــاما

كيـف لا و الرحيـل من جنّـة نحــ
ـو غـد مــحجوب مليء غمــاما

حـينـها قـالت لي وداعـا فـما كــا 
ن لـسـاني بـمـسـتـطـيـع كــلامــا

جمجمت نفسي، مثـل أيّ بـريء 
جــنّ أن كان حكـمـهـم إعـدامـــا

و تقول اسـلني، ليـغـفر لها اللـّـــ 
ـه فقد صارالحبّ عـندي حـراما

بعد عـيـنـيــك لا سـمـاء بــكونـي
لا أرى فـي الآفـاق إلّا قـتــامـــا

قتـلـت نــفـسي بعد إيذان بــبــيـن
فـعزائي : ما كان غدر حــسامـــا

أتعزّى و الشمس قد بردت في الـ
نفــــس فالنور ثمّ صار ظـلامـــا

سـيكـون الـمـحال أو شـبـهـــه أن 
تخـلـع الروح من أسـاهـا لـثـامــا


سـتظـلّـين فـي سويـداء قــلـبـــي

أبــدا : خـيـر مــا يكـون مــقامــا

فـاذكـريـنـي و لـو قـلـيـلا لـعـلّي
مـدرك أن ما ضاع عـمري غراما


13/5/2004

ليست هناك تعليقات: